أثر الابتكار

الابتكار لعمران البلدان

إن قدرة أيّ بلد على الابتكار وجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير شركات قيّمة تبدع منتجات وخدمات منافسة على نطاق عالمي، ترتبط ارتباطًا جوهريًا بالملكية الفكرية ونظامها الداعم للابتكار.

سياسات الملكية الفكرية الملائمة والإطار القانوني الفعّال والبنية التحتية التشغيلية المتينة والتعليم المتميّز، هي العناصر الأساسية لنظام الابتكار الذي سيحيل أي بلد إلى بلد مبتكر وتنافسي.

تحليل نظم الابتكار

تسعى الويبو إلى تسهيل فهم معمّق لطريقة عمل نظام الابتكار الفعّال من خلال نشر عدد من التقارير التحليلية.

بناء نظام الملكية الفكرية

تقدّم الويبو مجموعة من الخدمات لمساعدة البلدان على بناء أنظمة ملكية فكرية مبتكرة. وتحفّز وضع استراتيجيات وطنية للملكية الفكرية وتسهّل إبداع الملكية الفكرية وتطويرها وإدارتها وحمايتها على المستوى الوطني. وتعزز هذه الأنشطة قدرة أي بلد على توليد أصول ملكية فكرية ذات قيمة اقتصادية.

العمل التشريعي والدعم

إن إتقان وضع إطار قانوني للملكية الفكرية هو حجر الأساس لنظام ابتكار فعّال. بل هو أيضا أساس بيئة مواتية تشجّع رواد الأعمال والشركات على الاستثمار في تطوير حلول للتحديات التكنولوجية التي تواجه البشرية، وتدفع المبدعين لتطوير أشكال جديدة ومشوّقة للتعبير الثقافي.

دعم جهاز القضاء

تنفرد الإدارة القضائية للملكية الفكرية بدور هام في الابتكار. وبما أن قفزات الابتكار التكنولوجي أسرع من خطوات الاستجابات التشريعية والسياسية، غالبا ما تجد الهيئات القضائية نفسها في الصف الأول أمام المسائل القانونية الجديدة التي قد تؤثر بشكل كبير على أصحاب المصلحة في الابتكار، لا في بلدانهم فحسب، ولكن أيضًا خارج الحدود الوطنية.

إنشاء البنية التحتية

تحتاج مؤسسات الملكية الفكرية الوطنية، لأغراض دعم الابتكار الوطني والمشاركة الفعالة في نظام الملكية الفكرية العالمي، إلى أدوات حديثة من أجل توفير خدمات فعالة لعملائها.

الاستفادة من التقنيات الجديدة

وفي ظل الاقتصاد الابتكاري العالمي، يتزايد الطلب على الملكية الفكرية بوتيرة متسارعة، ليصبح أكثر تعقيداً. غير أنّ الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث ثورة في خدمات مكاتب الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم، مما سيساعدها على مواجهة التحديات التي يطرحها الطلب المتزايد.

وتقود الويبو التعاون فيما بين مكاتب الملكية الفكرية في هذا المجال، وتطوّر أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في إدارة الملكية الفكرية وتقديم الخدمات.

وبصفتها منظمة رائدة في إبداع تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأغراض الابتكار، تقدّم الويبو أحدث برامج الترجمة التي تساعد على كسر حاجز اللغة المرتبط بفهم التكنولوجيات ونقلها.

التدريب والتعليم الإضافي

إضافة إلى ما يلزم من سياسة ملكية فكرية وبنية تحتية قانونية وتقنية، من الضروري أن يكون المسؤولون الحكوميون والباحثون ورواد الأعمال على دراية بنظام الملكية الفكرية وعلى معرفة بطرق استخدامه وإدارته.

تسوية المنازعات

إنّ تقديم خيارات بعيدة عن أروقة المحاكم يجعل من السبل البديلة لتسوية المنازعات، كالوساطة والتحكيم، أداة تكفل تمكين أطراف منازعات الملكية الفكرية من خلال تعزيز سيطرتها على عملية تسوية المنازعات. وهذه الطبيعة التوافقية لعملية التسوية تخفف من الخصومة، وتسمح للأطراف بتسوية المنازعات بطريقة أقل حدة. وتسهم المزايا المذكورة للسبل البديلة لتسوية المنازعات في تطوير أصول الملكية الفكرية واستخدامها في الاقتصاد على النحو الأمثل. وإلى حد ما، تساعد في تخفيف العبء عن أنظمة المحاكم الوطنية.

الاختراعات والابتكار

يمكن للابتكار أن يحفز النمو الاقتصادي تحفيزا هائلا. والبراءات هي من أسس الابتكار المستدام وقد تكون الخطوة الأولى نحو إنشاء مؤسسة ناجحة، تفتح الأبواب لمزيد من فرص الاستثمار والأعمال.

تحسين الوصول

ينبغي أن يكون نظام البراءات متاحًا على أوسع نطاق ممكن. ولكنّ تكاليف الحصول على خدمات محامي البراءات المناسب تقف عقبة أمام استخدام النظام على نطاق أوسع.

ولذلك، يحاول المخترعون التوغل في نظام البراءات بمفردهم، فيفشلون أحيانًا لأسباب إجرائية لا علاقة لها بجودة اختراعاتهم. وقد ترفض الطلبات حتى لو كانت بعض الابتكارات في جوهرها غاية في الأهمية.

تحسين مهارات صياغة الطلبات

إنّ إيداع طلب براءة عالي الجودة هو أول خطوة نحو الاستخدام الفعال لنظام البراءات والانتفاع به. ولكن صياغة طلب براءة عالي الجودة هو كفاءة قائمة على الاحترافية التي لا يمكن تطويرها إلا بالتمرس. وفي العديد من البلدان النامية، يعدّ مهنيو الملكية الفكرية المؤهلون لتقديم المشورة للمخترعين والعلماء في حماية ابتكاراتهم، عملة نادرة.

المعرفة الجامعية

يمكن أن تدرّ المعارف والتكنولوجيا المُستحدثة في الجامعات ومؤسسات البحث العامة منافع اقتصادية واجتماعية جمّة. ولكي تزدهر هذه الأفكار العظيمة، لا بدّ لها من أن تشقّ طريقها من الجامعات ومراكز البحث إلى المستهلك.

وتساعد الويبو الجامعات ومؤسسات البحث العامة على فهم قضايا الملكية الفكرية المحيطة بإبداع تكنولوجيا جديدة ونقل المعارف، وذلك كفيل بأن يساعد على نقل الاكتشافات من المختبرات إلى السوق.

المساعدة التقنية

تمدّ الويبو يد العون إلى جميع الدول، ولا سيما البلدان النامية والبلدان الأقل نمواً، لأغراض استخدام نظام البراءات. وتشمل المساعدة التقنية المتعلقة بالبراءات تدريب موظفي مكاتب الملكية الفكرية ومتخصصي البراءات وتقديم المشورة التشريعية وإعارة الخبراء وتوفير معدات تكنولوجيا المعلومات أو إقراضها.

التعاون الدولي

قد تكون تكاليف معالجة البراءات ومنحها أو الحصول عليها مرتفعة لمكاتب الملكية الفكرية الوطنية والمخترعين على حد سواء. ولذا فإنّ تخطي هذا العائق عامل حاسم للتشجيع على الابتكار واستخدام نظام الملكية الفكرية.

المعارف التقليدية والموارد الوراثية

تدعم الويبو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال مجموعة من الأنشطة التي تعالج قضايا الملكية الفكرية المتصلة بتقاسم المنافع في الموارد الوراثية وحماية المعارف التقليدية. وتسعى أنشطة الويبو التدريبية وموارد المعلومات في هذين المجالين إلى تمكين الشعوب الأصلية والشعوب الضعيفة وتيسير وصول أفرادها إلى فرص التعلّم مدى الحياة من أجل اكتساب المعارف والمهارات اللازمة لاستغلال الفرص والمشاركة الكاملة في المجتمع بما يتماشى مع إطار أهداف التنمية المستدامة.

معلومات البراءات والابتكار

لأصحاب البراءات الحق الحصري في مراقبة كيفية تصنيع اختراعاتهم أو استخدامها لفترة محددة في إقليم معين. ومقابل هذا الحق الحصري، يجب أن يقدموا شرحاً مفصلاً عن وظائف اختراعاتهم وكيفية عملها. وتنشر مكاتب البراءات هذه المعلومات في وثائق متاحة للعموم. 

وتحتوي وثائق البراءات على معلومات تقنية مفصلة بنسق قياسي. وتغطي كل الاختراعات، قديمها وحديثها، في جميع المجالات التكنولوجية.

ووثائق البراءات هذه تعادل ثروة من المعلومات التكنولوجية والتجارية، وتعزز التدفق الدولي للمعارف والخبرات التقنية. وتقدّم الويبو مجموعة من الخدمات والبرامج التي تسهّل الوصول إلى هذه المعارف.

التمكّن من معلومات البراءات

لا ينتبه كثير من الباحثين والمخترعين في البلدان النامية إلى أهمية معلومات البراءات، أو حتى أنهم يجهلون وجودها في بعض الأحيان. أمّا أولئك الذين يدركون أهميتها، فلا يتقنون دائمًا كيفية استخدامها بفعالية. وتقدم الويبو دورات تدريبية مكثفة في هذا المجال.

وتعمل الويبو، منذ أبريل 2009، مع هيئات تعزيز الابتكار الوطنية والجامعات ومعاهد البحوث العامة وحدائق العلوم، لإنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في أكثر من 80 دولة، بغية تسهيل نفاذ المبتكرين المحليين إلى المعلومات التكنولوجية والعلمية والتقنية وقواعد بيانات البراءات.

تحليل معلومات البراءات

وثائق البراءات هي أداة رئيسية لتحليل الاتجاهات في انتشار التكنولوجيا. وتساهم الويبو في تحقيق فهم أعمق للمعلومات الواردة في البراءات عن طريق إصدار تقارير تحليلية.

في عام 2024 أطلقت الويبو تقريرًا تحليليًا يبحث في البراءات التي تم ربطها بأهداف التنمية المستدامة. ويعرض تقرير "تخطيط الابتكار: البراءات وأهداف التنمية المستدامة" رؤى مهمة عن تأثير الملكية الفكرية في تعزيز جهود الاستدامة العالمية. ويقدم التقرير رسالة إيجابية، إذ يكشف أن نسبة البراءات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة لا تتزايد فحسب، بل تتفوق على النمو العام الذي شهده تسجيل البراءات في جميع مجالات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.

التقنيات الملائمة

تدوم حماية البراءات لفترة محدودة فقط. وبمجرد انتهاء هذه الفترة، يصبح الاختراع "غير محمي ببراءة"، فيجوز لأي شخص صنعه واستخدامه. وعلاوة على ذلك، فإن فعالية أي براءة تقتصر على أراضي البلد أو المنطقة التي منحتها فقط. وبما أن الحصول على براءة أمر مكلف، غالبًا ما يسعى المخترع إلى تحصيل حماية في بعض الأسواق المستهدفة فقط، تاركاً الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام الآخرين لاستغلال اختراعه خارج تلك الأسواق.

ويمكن استخدام المعلومات التقنية والعلمية الواردة في وثائق البراءات بحرية في البلدان التي لم تطلب فيها الحماية. وقد يؤدي ذلك إلى تطوير التقنيات الملائمة لاحتياجات البلدان النامية وظروفها المحلية، على أساس أحدث الخبرات التقنية للمخترعين في جميع أنحاء العالم.

شراكات التكنولوجيا والابتكار

نظام البراءات هو الأساس القانوني للشراكات والتعاون بين أصحاب المصلحة في نظام الابتكار.

مطابقة الاحتياجات مع مقدمي الخدمات

من الخطوات الهامة في تعزيز التعاون في مجال الملكية الفكرية لأغراض التنمية، فهم الاحتياجات الإنمائية المحددة لكل دولة عضو كي يتسنى مواءمتها مع الجهات المانحة والشركاء المحتملين.

تغير المناخ

إنّ معالجة مشكلة تغير المناخ، والسير نحو التنمية المستدامة، يعتمد على النمو الاقتصادي الذي يعمل من أجل البيئة لا ضدها. ولا شك أن الحلول المبتكرة للتكنولوجيا الخضراء سيساعد على ذلك، لأنّها تسمح بفعل المزيد بموارد أقل – سواء كانت طريقة بديلة وأكثر كفاءة لإنتاج الطاقة واستخدامها؛ أو وسائط نقل خضراء جديدة؛ أو أنماطا من الزراعة وحراجة الغابات تكون أكثر استدامة وصديقة للبيئة.

الصحة

تؤثّر أمراض المناطق المدارية المهملة والملاريا والسل على صحّة أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم. ورغم أن السنوات الأخيرة شهدت بروز نماذج جديدة للبحث والتطوير وتأمين موارد إضافية، لا تزال الحاجة ملحة لسد الفجوات البحثية وتجميع المعارف والمهارات والبنى التحتية للقطاعات الخاصة وغير الهادفة للربح والأكاديمية. ويمكن لنظام الملكية الفكرية تسخير الابتكار في تحسين الصحة العالمية عبر تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

التوسيم والقدرة التنافسية

تعتمد الشركات الصغيرة والكبيرة في جميع قطاعات الاقتصاد وكلّ أرجاء العالم على الوسوم التجارية لتسويق سلعها وخدماتها. وقد تكون لجاذبية الوسم أهمية في تحديد النجاح التنافسي مثل الجودة أو السعر – فهو من أعلى الأصول غير الملموسة، التي يمكن للشركات امتلاكها، قيمةً.

وغالبا ما تمتاز الشركات التي تستثمر بكثافة في التوسيم بابتكارية عالية. ولهذا تكون العلامة التجارية مكمّلاً هامًا لابتكار المنتجات. ومن خلال توليد الطلب والاستعداد لدفع الثمن، يمكّن التوسيم الشركات من الاستفادة من الاستثمار في التكنولوجيا والتصميم.

العلامات التجارية

العلامات التجارية – التجسيد القانوني للوسوم - هي أكثر أشكال حقوق الملكية الفكرية المسجلة استخداما إلى حد بعيد. وحماية العلامات التجارية ضرورة للحفاظ على السمة الأكثر قابلية للتحديد من أصول الوسم وقيمته، والانتفاع من هذه السمة.

وتستثمر الويبو وقتاً طويلاً وموارد كبيرة في تطوير وصيانة خدمات عملية لتمكين مستخدمي نظام العلامات التجارية الدولي من حماية علاماتهم التجارية في الأسواق العالمية، كي تطوّر أعمالهم التجارية نمو الاقتصادي الوطني وتحرّكه.

المساعدة التقنية

تعين الويبو مالكي العلامات التجارية من جميع الدول، وخاصة الدول النامية والبلدان الأقل نمواً، على استخدام نظام مدريد من أجل إضافة قيمة إلى منتجاتهم لأغراض التنافس التجاري. وتشمل المساعدة التقنية في مجال العلامات التجارية تدريب موظفي مكاتب الملكية الفكرية وتقديم المشورة التشريعية وتوفير ندوات وأدوات إلكترونية مجانية لفائدة مالكي العلامات التجارية.

التصميم والقدرة التنافسية

حق التصميم الصناعي هو حق ملكية فكرية يحمي الجانب الجمالي لسلعة ما. ومقارنة مع حقوق الملكية الفكرية الأخرى، فإن التصاميم الصناعية بسيطة نسبيًا وتطويرها وحمايتها غير مكلفين - حتى بالنسبة للمصممين الأفراد – سواء في البلدان الصناعية أو البلدان النامية.

التصاميم وغيرها من أشكال الملكية الفكرية

غالبًا ما تستكمل التصاميم الصناعية أشكالًا أخرى من حقوق الملكية الفكرية، بهدف دعم تسويق منتجات جديدة تتضمن ابتكارات تكنولوجية. وقد يكون لجاذبية التصميم دور مهم للشركات في خلق تجربة استهلاكية متفرّدة، واكتساب ميزة على المنافسين.

المساعدة التقنية

يساعد النظام الفعال لحماية التصاميم الصناعية المصممين والشركات على ضمان عائد عادل لاستثماراتهم، ويضخ دفقة إبداع في قطاع الصناعة والتصنيع في أي بلد.

وتقدّم الويبو المساعدة لجميع الدول، ولا سيما البلدان النامية والبلدان الأقل نمواً، على استخدام نظام التصميم الصناعي من أجل إضافة قيمة إلى منتجاتهم لأغراض التنافس التجاري. تشمل المساعدة التقنية في مجال التصاميم الصناعية تدريب موظفي مكاتب الملكية الفكرية وتقديم المشورة التشريعية وتوفير ندوات وأدوات إلكترونية مجانية لفائدة أصحاب التصاميم.

خدمات حماية التصاميم

تستثمر الويبو وقتاً طويلاً وموارد كبيرة في تطوير وصيانة خدمات عملية لتمكين مستخدمي نظام التصاميم الصناعية من حماية تصاميمهم في الأسواق العالمية، كي تطوّر أعمالهم التجارية نمو الاقتصادي الوطني وتحرّكه.

المنتجات المستندة إلى المنشأ والقدرة التنافسية

تُستخدم تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية لتحديد منتجات لها منشأ جغرافي محدد وصفات أو سمات أو سمعة تعزى إلى ذلك المنشأ. وقد تستعمل كأدوات تسويق ممتازة لإضافة قيمة تجارية إلى المنتجات التي تحملها.

وتزداد مصداقية ما سبق في السوق العالمية، إذ يبحث المستهلكون عن كلّ التأكيدات الممكنة بشأن جودة المنتجات وأصالتها وإمكانية تتبعها. وقد طورت تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية وتنفيذها، كحقوق ملكية فكرية، بهدف تزويد المستهلكين بالمعلومات المذكورة.

الحقوق الجماعية

إضافة إلى ما ذكر، فإن تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية هي حقوق جماعية، يمكن استخدامها من قبل جميع المنتجين الذين يستوفون معايير الإنتاج المحددة والمتفق عليها بشأن منتج معين قائم على المنشأ. ويساعد نظام فعال لحماية تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية المنتجين على تحصيل عائد عادل لقاء استثماراتهم وجهودهم المستمرة، ففي كثير من الأحيان يستغرق بناء سمعة طيّبة للمنتجات التقليدية القائمة على المنشأ عدة أجيال.

ونظرًا للبعد الجماعي لهذا النوع من حقوق الملكية الفكرية، ولأنها غالبًا ما تعطي قيمة للمنتجات التقليدية والرمزية لمنطقة معينة، فإن من شأن حماية تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية المحلية أن يعزز سمعة منطقة المنشأ. وقد تسهم هذه الحماية أيضًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة ما من خلال آثار غير مباشرة كإيجاد فرص عمل جديدة (مثل السياحة المحلية).

المساعدة التقنية

تقدّم الويبو المساعدة لجميع الدول، ولا سيما البلدان النامية والبلدان الأقل نمواً، على استخدام تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية من أجل إضافة قيمة إلى منتجاتهم لأغراض التنافس التجاري. وتشمل المساعدة التقنية في مجال تسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية تدريب موظفي السلطات المعنية وأصحاب المصلحة المهتمين وتقديم المشورة التشريعية وتنظيم فعاليات وطنية وإقليمية لفائدة المجتمعات المحلية والمنتجين.

وتقدّم الويبو المساعدة في وضع خطط جودة للمؤشرات الجغرافية، تضيف القيمة وتسهل الحفاظ على سمعة المنتجات القائمة على المنشأ. ومن شأن ذلك المساهمة في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنمية المحلية المستدامة واستقرار السكان في مناطقهم الأصلية.

وبما أن النساء يشاركن، في معظم الأحيان، في إنتاج هذه المنتجات التقليدية القائمة على المنشأ، فقد تحمل هذه الأنشطة أيضًا أثراً إيجابياً على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

أنشطة الإبداع

تحمى مجموعة واسعة من المصنفات الأدبية والفنية والعلمية تلقائيًا عند إبداعها أو نشرها بموجب حق المؤلف. وتحمي الحقوق المجاورة عروض الأداء والتسجيلات الأصلية وبثّ الأعمال.

المؤسسات الإبداعية

تستفيد المؤسسات الإبداعية ومنظمات الإدارة الجماعية من حق المؤلف والحقوق المجاورة لحماية الإبداع والمهارة والموهبة للمؤلفين الذين يبدعون الكتب والمجلات والتسجيلات الموسيقية والأعمال الفنية والأفلام وألعاب الفيديو، وأحيانًا تصاميم الأزياء.

ولهذه المؤسسات أهمية كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، نظراً إلى مساهماتها في الأداء الاقتصادي والتنمية. وبما أن جميع البلدان تؤوي مواطنين يتمتعون بمواهب إبداعية، فيمكن لكل البلدان الانتفاع من الإمكانات الهائلة للثروة وفرص العمل التي تمثلها المؤسسات الإبداعية.

وتعمل الويبو مع الدول الأعضاء فيها على قضايا السياسات والمسائل القانونية والتشغيلية والتعليمية المتعلقة بحق المؤلف والحقوق المجاورة، لتمكين نظام ملكية فكرية يدعم الصناعات الإبداعية ويسخرها للنهوض بأهداف التنمية المستدامة.

روح المبادرة الثقافية

في عالم متزايد الاتساق، تبرز فرص كبيرة لتوليد الدخل للمجتمعات الأصلية والمحلية، إذ يبحث المستهلك عن أصوات وصور وتصاميم جديدة أصيلة ومتميزة. وتتعاون الويبو مع تلك المجتمعات لمساعدتها على الانتفاع بأدوات الملكية الفكرية بشكل ذكي واستراتيجي يتوافق مع أهداف المجتمعات. وتدعم مساعدة الويبو المشروعات المستدامة التي يقودها المجتمع، والتي تحمي ثراء أشكال التعبير الثقافي التقليدي وتشجع الإبداع وتولد تنمية اقتصادية ملموسة.

الوصول إلى الإبداع

إنّ تعزيز إطار فعال لحق المؤلف يضمن توازناً ملائماً بين مصالح مالكي المصنفات المحمية ومنافع مستخدميها، هو جوهر مهمة الويبو. 

وتسمح قوانين حق المؤلف بفرض تقييدات واستثناءات على حق المؤلف والحقوق المجاورة، كي يسهل في بعض الحالات استخدام المصنفات المحمية دون الحصول على إذن من مالك حق المؤلف أو الحقوق المجاورة.

العمل السياسي: معاهدة مراكش

ناقشت اللجنة الدائمة المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة (لجنة حق المؤلف) في الويبو، لعدة سنوات، مسألة التقييدات والاستثناءات على حق المؤلف والحقوق المجاورة، مع التركيز على المؤسسات التعليمية والمكتبات ودور المحفوظات والأشخاص ذوي الإعاقة. واستندت هذه المناقشات إلى عدد من الدراسات، وأثمرت اعتماد معاهدة مراكش.

الشراكات بين القطاعين العام والخاص

تستكمل الويبو هذا العمل القانوني بشراكات لتنفيذ حلول ومنصات وأنشطة تترجم الصكوك القانونية إلى واقع عملي، يحقق فوائد ملموسة للأفراد والمجتمع ككل.

شراكات الأمم المتحدة

شاركت الويبو، بصفتها وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، في المداولات المشتركة بين الوكالات بشأن مسائل التنمية المستدامة في إطار مجلس الرؤساء التنفيذيين التابع للأمم المتحدة، وفي اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالإدارة واللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالبرامج.

وتشارك الويبو في عمليات الأمم المتحدة الرئيسية لدعم متابعة خطة 2030 واستعراضها، بما في ذلك من خلال منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة.

والويبو جزء من آليات التنسيق في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة لتنفيذ خطة 2030، وخاصة الأهداف المتعلقة بالملكية الفكرية والابتكار. وهي عضو قديم في فريق العمل المشترك بين وكالات الأمم المتحدة المعني بتسخير العلم والتكنولوجيا والابتكار لأغراض أهداف التنمية المستدامة، الذي أنشأته الدول الأعضاء عام 2015، كأحد الأجزاء الأساسية الثلاثة لآلية تيسير التكنولوجيا. وهي أيضاً عضو مساهم في اجتماعات فرقة العمل المشتركة بين الوكالات المعنية بتمويل التنمية، وتشارك بصفة مراقب في فريق الخبراء المشترك بين الوكالات المعني بمؤشرات أهداف التنمية المستدامة.

ويشمل ذلك المشاركة في الاجتماعات الوجيهة للأجهزة والبرامج والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وآلية اللجنة التنفيذية الموسعة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية والاتحاد الدولي للاتصالات والأونكتاد واليونسكو واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية.

وتقدم الويبو مساهمات تقنية في العمليات والمبادرات الوجيهة المتعددة الأطراف، ضمانا لتسخير كل معارفها وخبراتها في تنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وذلك يشمل مجموعة واسعة من التقارير والمنشورات لتعزيز الوعي ببرامجها، التي قد تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

لمعرفة المزيد

• أهداف التنمية المستدامة والملكية الفكرية
• نشرة: الويبو وأهداف التنمية المستدامة – الابتكار محرّك التقدم البشري
• مسح لمشاريع أهداف التنمية المستدامة المنفذة لصالح لجنة الويبو المعنية بالتنمية والملكية الفكرية